الاثنين، 8 ديسمبر 2008

في ذكرى مرور 60 عاماً على إعلان حقوق الإنسان... أين العالم من شعار "الكرامة والعدل "


ودول العالم تحتفل هذه الايام بمرور ستين عاماً على اعلان اليوم العالمي لحقوق الانسان، نتذكر الفكرة الرئيسة التي انطلقت بها هذه السنة " الكرامة والعدل لنا جميعا" ونتساءل عن مدى تحقيق شعوب العالم والحكومات لهذا الشعار.
فسرعان ما يخطر ببالنا بالضرورة الواقع الذي ترزح تحته غزة، حيث إن "أكثر من 50 في المئة من الأسر تعيش دون خط الفقر، بينما وصلت معدلات البطالة في القطاع إلى 42 في المئة وهي من أعلى المعدلات في العالم"...
ونذكر واقع الشعب العراقي وما يعيشه من ظروف صعبة تجاوزت الامن إلى الصحة، حيث سُجلت حوالي 500 حالة إصابة بالكوليرا منذ بدء انتشار المرض في شهر أغسطس الماضي، دون أن ننسى شعوبا كثيرة، ودون تحيز لدين او مذهب او عرق او لون، منها الصومال التي تفاقمت محنتها بشكل كبير هذا العام بارتفاع عدد الأشخاص الذين هم بحاجة للمعونات من حوالي 1.8 إلى 3.2 ملايين شخص، وتعاظم مشكلة سوء التغذية بين الأطفال، مع بقاء وصول عمال الإغاثة إلى المحتاجين محدوداً بسبب الهجمات المتكررة.
ونتذكر دارفور وتعرض 280 ألف شخص للنزوح في الأشهر الستة الأولى من هذا العام مع استمرار الهجمات على عمال الإغاثة، وكذلك جمهورية الكونغو الديموقراطية وما تتعرض له منذ اكثر من عقد من النزاع... 3,500 طفل تقريباً يخدمون لدى القوات المسلحة والمتمردين... ونتذكر سجن غوانتنامو...والتعدي على حقوق المواطنين في الدول الآمنة والناشطين في حقوق الانسان والصحافيين، وغيرها من المظاهر التي تعيشها الانسانية ولا تمد بأي صلة إلى مبادئ الكرامة وتحقيق العدالة.
اليوم العالمي ليس ترفاً
فاليوم العالمي لحقوق الانسان لا يعتبر ترفاً أو قائمة أمنيات، وانما هو رؤية تعزز لحقوق الإنسان، كالتزام بالكرامة والعدل للجميع.
فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان وقيمه الأساسية، وهي كرامة الإنسان المتأصلة، وعدم التمييز، والمساواة، والعدل، وشمول الجميع، تنطبق على كل شخص من دون اعتبار لمكانه أو زمانه.كما لا تعتبر حقوق الإنسان مجرد تراث مشترك لقيم عالمية تتسم بتجاوز حدود الثقافات والتقاليد، بل إنها تشكل -أساسا- قِيَماً محلية والتزامات قومية تستند إلى معاهدات دولية ودساتير وقوانين وطنية.
وجدير بالملاحظة أن الاحتفال على مدار العام بالذكرى السنوية الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، يرمي إلى أن يكون حدثاً شمولياً بقدر الإمكان، وأن يركز على دور الناس في جميع أنحاء العالم بوصفهم الأمناء على الإعلان والمستفيدين منه كذلك.
وإحياء هذه الذكرى التي يتصدرها الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، يشمل أسرة المنظمة والقطاعين العام والخاص، ووسائط الإعلام والمدارس ورجال الفن وسائر ممثلي المجتمع المدني في شتى أنحاء العالم، باعتبار ان الاعلان يهمّ بالاساس الانسانية من دون اي اعتبارات او مرجعيات.
قد يكون مهما ان نحتفل بهذا اليوم العالمي، لكن قد يكون من الاهم ان نعمل جميعا على نشر هذا الاعلان، وهو متاح الآن بأكثر من 360 لغة، وهو أكثر وثيقة تُرجمت في العالم في سبيل ان يعرف الجميع حقوقه وواجباته من جهة، ولكون اغلب المتضررين ليست لهم ثقافة حقوقية تحميهم في حالة الجور عليهم، وهذا ما ركز عليه بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة قائلا: "إن من واجبنا أن نكفل أن تكون هذه الحقوق واقعاً حياً ، وأن يعرفها ويفهمها ويتمتع بها الجميع، في كل مكان.
وكثيراً ما يكون أولئك الذين يحتاجون أشد الحاجة إلى حماية حقوقهم الإنسانية، هم الذين يحتاجون أيضاً إلى توعيتهم بوجود الإعلانس، وبأنه موجود من أجلهم".