الأربعاء، 31 ديسمبر 2008

حملة اعتداءات وتهديدات بالانتقام من الصحفيين

31 ديسمبر / كانون الأول 2008تونس – تونس
** حملة اعتداءات وتهديدات بالانتقام من الصحفيين** **
المرصد الوطني لحرية الصحافة و النشر و الإبداع في تونس – OLPEC**
كثفت السلطات التونسية في الأيام الأخيرة حملة اعتداءات منظّمة جعلت الإعلاميين المستقلين هدفا رئيسيا للقمع والترهيب من قبل الأجهزة الأمنية والتشويه عبر الصحف المأجورة.
وقد سجل المرصد يوم أمس 30 ديسمبر 2008 استهدافا خاصا للصحافيين بالنيل من حرمتهم الجسدية وتهديدهم ومنعهم من مزاولة علمهم خلال متابعتهم لتحركات المجتمع المدني احتجاجا على الاعتداءات الإسرائيلية على غزة.
فقد تم الاعتداء بالضرب على الصحفي لطفي حجي مراسل قناة "الجزيرة" وكسر نظاراته أثناء تغطيته محاولة خروج مسيرة احتجاجية والاعتداء بالضرب المبرح على محمد الحمروني المحرر بجريدة "الموقف" ومراسل صحيفة العرب القطرية وتهديده بالانتقام منه إن هو واصل التزامه بخطه الصحفي في متابعة الأحداث الوطنية.
كما تم قطع الطريق على إسماعيل دبارة مراسل جريدة "إيلاف" الالكترونية والاعتداء عليه بالصفع والركل والشتائم في مناسبة أولى ثم اللحاق به في شارع الحبيب بورقيبة وإعادة الاعتداء عليه بالضرب والشتم والاستيلاء على هاتفه الجوّال وحافظة أوراقه وتهديده بمزيد النيل من سلامته الجسدية.
كما تم اليوم منعه من قبل عناصر البوليس السياسي من دخول مكاتب زملائه الصحافيين الذين تعرضوا مثله للاعتداء يوم أمس. وتمت محاصرة منزل لطفي حيدوري الصحفي بمجلة "كلمة" الالكترونية ومراسل وكالة "قدس برس" الدولية إلى ساعة متأخرة من الليل من قبل سيارات مدنية ونظامية ودراجات نارية وترويع زواره وعائلته.
يأتي هذا فيما تواصل السلطات التونسية إدارة حملة شعواء تهدف إلى تشويه سمعة الصحفية سهام بن سدرين مديرة موقع مجلة "كلمة" الإلكترونية عبر الصحف التونسية المأجورة أو عبر الإعلانات مدفوعة الأجر بصحف أجنبية.
والمرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع إذ يعتبر أنّ ما جرى هو اعتداء نوعي منظم وخطير الهدف منه الترهيب لإخراس أصوات الصحفيين المستقلين لمنعهم من أداء رسالتهم الإعلامية بحيادية خاصة وأنّ النظام التونسي يخوض مهرجانا إعلاميا بالأساس في سياق حملة التمديد للرئيس الحالي لولاية خامسة خلال 2009.
- يندد بالاعتداءات السافرة من قبل أجهزة وزارة الداخلية على الصحافيين أثناء قيامهم بعملهم.
- يعبّر عن تضامنه مع كل الصحافيين الذين تعرضوا للاعتداءات ويحثّهم على مواصلة رسالتهم الإعلامية بشجاعة.
- نطالب السلطات التونسيين باحترام العاملين في القطاع الإعلامي والالتزام بتوفير الصمانات الكافية لحمايتهم أثناء أداء وظيفتهم مثلما ينص عليه إعلان الأمم المتحدة الخاص بالصحفيين.
عن المرصد الكاتبة العامة سهام بن سدرين
يفكس – أنباء من الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2008

الهجوم الإسرائيلي يطال ��دة مؤسسات إعلامية في قطاع غزة

**الهجوم الإسرائيلي يطال عدة مؤسسات إعلامية في قطاع غزة**
** مراسلون بلا حدود – RSF **

منذ بدء الطيران الإسرائيلي بشن غارات جوية في 27كانون الأول/ديسمبر 2008، أحصت مراسلون بلا حدود عدة أحداث طالت المؤسسات الإعلاميةفي قطاع غزة، ولا سيما قصف مقر تلفزيون الأقصى التابع لحركة حماس والحظر المفروضعلى الصحافة الدولية من دخول الأراضي.في 28 كانون الأول/ديسمبر، قصف الجيش الإسرائيليالمبنى الذي يحوي مكاتب تلفزيون الأقصى، ما تسبب بتدمير المبنى المؤلف من خمسةطوابق وإصابة عدة أشخاص من دون أن يسفر هذا الحادث عن أي وفاة.
واستمرت القناة فيبث برامجها.في رسالة موجهة إلى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهودباراك، أدانت المنظمة هذه الضربة مذكرة بأنها تشكل "انتهاكاً فاضحاً للقانون الدوليالإنساني"، مضيفةً أنه كون "قناة التلفزة تمثل الجهاز الدعائي لحركة حماس لايحوّلها إلى هدف عسكري شرعي".
وقد احتجت المنظمة بالقول: "إذا كانت دولة إسرائيل قدشرّعت الاعتداءات الموجهة ضد المؤسسات الإعلامية، مهما كانت دعائية، فلا بدّللهيئات المدنية من أن تعبّر عن ذلك بوضوح ورسمياً ليعرف الجميع أنها تعترض علىتطبيق القانون الدولي الإنساني في النزاعات التي تورّطت فيها".
كذلك، تدين المنظمة القرار الصادر عن دولة إسرائيلوالقاضي باعتبار قطاع غزة "منطقة عسكرية مغلقة" مانعاً وصول الصحافة الدولية إليها.
وكان معبر إيريتز الذي أقفل منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2008 قد أعيد فتحه قبل اندلاعالقصف ببضع ساعات ليعاد إقفاله مجدداً لاحقاً.في النهاية، تبلّغت المنظمة بإصابة ثلاثة صحافيين لاتزال هويتهم مجهولة في خلال الاعتداء على المقر العام لشرطة حماس يوم اندلاعالأعمال العدائية.
آيفكس – أنباء من الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير

الأحد، 21 ديسمبر 2008

حتى الجانب الإنساني طارده شبحها

المساعدات الإنسانية تغرق في نفق الأزمة العالمية المظلم
بعد أن طالت تداعياتها القطاعات الاقتصادية كافة، بحيث لم يسلم أي قطاع من تأثيراتها السلبية، دقت الأزمة المالية العالمية هذه المرة باب المساعدات الإنسانية. وضعت الأزمة المالية العالمية في أحضانها بعضا من التركة الثقيلة التي حملتها للاقتصاد العالمي برمته لتدق به جدران المساعدات الإنسانية، حيث تشير التوقعات إلى أن الأزمة المالية ستؤثر بشكل كبير في التمويل الإنساني وبالتالي ستنخفض المساعدة الإنمائية الرسمية بما يقترب من الثلث أو أكثر، بحسب المحللين. هذا إلى جانب قيام بعض أكبر المنظمات غير الحكومية العاملة في المجال الإنساني والتنموي حالياً بتقليص عدد موظفيها أو مراجعة برامجها لعام 2009 مع انكماش مواردها بسبب الأزمة.
نصف حجمها من "الأوروبي" 117 مليار دولار حجم المساعدات الانسانية في 2007 طبقاً لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فقد بلغت المساعدة الإنمائية الرسمية العالمية من جميع الدول المانحة 117.576 مليار دولار عام 2007. ويعتبر الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء البالغ عددهم 27 دولة أكبر مقدم للمساعدة الإنمائية الرسمية حتى الآن، حيث يقدم الاتحاد نصف مبلغ المساعدات العالمية. وكانت المساعدة الإنمائية الرسمية قد انخفضت في عام 2007 إلى 46.1 مليار يورو (59.4 مليار دولار) أو 0.38 في المئة من إجمالي الدخل القومي العالمي في عام 2007 من 47.7 مليار يورو (61.4 مليار دولار) أو 0.41 في المئة من إجمالي الدخل القومي العالمي في عام 2006.
تباطؤ نمو البرامج
وفي سياق متصل، أفاد خبراء جمع التبرعات في 3 من أكبر المنظمات غير الحكومية في العالم وهي منظمة أوكسفام البريطانية، ومنظمة إنقاذ الطفولة - المملكة المتحدة، ومنظمة وورلد فيجن- الولايات المتحدة، أن نمو البرامج سيتباطأ في عام 2009 نتيجة للضغوط المالية المتولدة عن الازمة. وكانت "أوكسفام" قد وضعت تصورات لنمو مقداره 5 إلى 6 في المئة خلال عام 2009 - 2010، ولكنها قامت الآن بمراجعة تلك النسبة وعدلتها إلى صفر في المئة. انخفاض المصاريف نتيجة لاستشراف بعض الخبراء لواقع ومستقبل المساعدات الانسانية الذي يشير إلى انخفاض معدلها، تقوم منظمات الإغاثة حاليا بكل ما تستطيع لمنع تأثير الانخفاض في التمويل على المستفيدين، حيث أشار جون شو من "أوكسفام" في تصريح إلى شبكة الأنباء الإنسانية، إلى محاولة المنظمة خفض المصاريف في مجال الدعم وليس في تكاليف البرامج، مقدرا نسبة الانخفاض بما يتراوح بين 10 و15 في المئة من المصاريف المتغيرة، بما في ذلك موظفو المقر الرئيس والمكاتب الإقليمية لخلق عمليات فعالة من حيث التكلفة.
وفي الوقت الذي لم يروا فيه تخفيضات جوهرية في التبرعات الفردية، يتوقع الخبراء الماليون للمنظمات غير الحكومية انخفاضاً محتملاً مع اقتراب موسم جمع التبرعات في الأعياد، حيث قالت مديرة التبرعات في منظمة إنقاذ الطفولة في لندن تانيا ستيلي: "لقد قمنا بتوزيع كروت تبرعات عيد الميلاد...
وهذه العطلة ستكون اختباراً حقيقياً لحالة شد الأحزمة"، لافتة الى أن بعض أكبر التخفيضات في التمويل يأتي من الشركات المانحة في القطاع المالي، مضيفة، إن "انخفاض التمويل المقدم من الشركات بدأ منذ 6 إلى 9 أشهر".
وأردفت، إن "قطاعات البنوك الاستثمارية والخدمات المالية كانت كريمة جداً في العام الماضي، ولكننا نعرف أن العام المالي المقبل سيكون صعباً عليهم. كما نتوقع أن يكون التمويل المقدم منهم في أقل الحدود، ومن المحتمل أن يتضاءل مع دخول عام 2009".
انخفاض التمويل يوقف البرامج
من جهته، قال مدير الدعوة والعلاقات الحكومية في "وورلد فيجن" روبرت زاتشريتز، لشبكة الأنباء الإنسانية (إرين) من العاصمة الأميركية واشنطن: "لن يكون نمو التمويل المقدم من الشركات كبيراً، ولذلك فلن نقوم بزيادة عدد برامجنا كما كنا نود أن نفعل". بدوره، كشف مدير التمويل ونظم المعلومات في "أوكسفام" البريطانية جون شو لشبكة (إرين)، أن "النمو الذي افترضناه عندما قمنا بوضع الخطط منذ عام مضى لم يتحقق".
الى ذلك، قال الخبير الاقتصادي لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي برت هاوس لــ"إرين": "لدينا قلق عميق حيال مستقبل المساعدة الإنمائية الرسمية.
ففي فترات سابقة من الركود الاقتصادي والاضطراب في الأسواق، انخفضت المساعدة الإنمائية الرسمية العالمية في بعض الأحيان إلى حوالي 40 في المئة من قيمتها المقررة سلفاً".
ونتيجة لذلك لن تتمكن منظمات غير حكومية، مثل إنقاذ الطفولة، من القيام باستثمارات كبيرة في البرامج القائمة أو البرامج الجديدة كما كانت تأمل. المساعدات الحكومية مصدر رئيس وتعتبر المساعدات الحكومية الرسمية المصدر الرئيس لتمويل معظم وكالات الأمم المتحدة، على الرغم من أنها لا تمثل نفس القدر بالنسبة للمنظمات غير الحكومية.
فعلى سبيل المثال، بلغت المساعدة الإنمائية الرسمية أكثر من 70 في المئة من موازنة اليونيسف البالغة 3 مليارات دولار عام 2007، في حين تلقت منظمة كونسيرن ورلدوايد من الحكومات والممولين الشركاء ما يعادل 48 في المئة فقط من موازنتها لعام 2007 والبالغة 116.3 مليون دولار، و48 في المئة أخرى من التبرعات العامة والقطاع الخاص، والنسبة الباقية جاءت على شكل تبرعات عينية. ويدرس خبراء المساعدات الإنسانية حالياً أنماط التباطؤ والركود الاقتصادي في الماضي من أجل الاسترشاد بها، وتختلف تصوراتهم باختلاف المنظمات ومصادر تمويلها.
قلق وتفاؤل
في مقابل النظرة التشاؤمية التي تشير الى انخفاض التمويل الانساني، تبرز اخرى اكثر تفاؤلا وايجابية، حيث لا يتوقع الجميع انخفاضاً كبيراً في المساعدة الإنمائية الرسمية، مستدلين على ذلك بارتفاع التمويل الأميركي في عامي 2001 و 2002 رغم فترة الركود الاقتصادي التي ارتبطت بإفلاس شركات التجارة الإلكترونية والتي استمرت 8 أشهر عام 2001. وفي هذا السياق، لفت مستشار الاتصال وتطوير الأعمال في صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة أنتوني دي جانغ، في تصريح خاص لـ"أرين"الى انه "لم نر أبداً تأثير ذلك في موازنات المساعدة الإنمائية الرسمية... ولكن بالطبع نحن قلقون".
من جهته، بيّن الباحث في مركز التنمية العالمية Center for Global Development ديفيد رودمان، وهي هيئة استشارية مقرها واشنطن لـ"أرين"، أن "كل أزمة مالية وقعت في دولة مانحة منذ عام 1970 كانت متبوعة بانخفاض في مساعدات تلك الدولة".
وأشار رودمان إلى أن المساعدات الفنلندية انخفضت بنسبة 62 في المئة خلال الأزمة الاقتصادية في فنلندا في بداية التسعينات، بينما انخفضت المعونة اليابانية بنسبة 44 في المئة خلال أزمة اليابان الاقتصادية التي استمرت عشر سنوات. واكد انه "بالطبع من المبكر جداً التكهن بأي شيء فنحن لا نعرف إلى أي مدى ستسوء الأمور.
ولكنني شخصياً أرى أن الأزمة في اليابان كانت خطيرة جداً، وبالمثل كانت الأزمة في فنلندا، بينما واجهت السويد والنرويج مشكلات أقل في بداية التسعينات، وتخميني هو أن الدول المانحة ستكون في موقف بين هذين الطرفين". ضبابية تأثير الازمة في السياق نفسه، قالت المتحدثة الرسمية باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ستيفاني بنكر لـ"إيرين": "كنت أتمنى لو أن لدي المزيد من الإجابات.
فالجميع يريدون المزيد منها حول هذا الموضوع". وأضافت قائلة: "نحن قلقون بدون شك. لدينا افتراضات بأنه قد يكون للأزمة المالية بعض التأثير ولكن ليس من الواضح بعد ما هو هذا التأثير". تجدر الاشارة إلى انه حتى الآن لم ترد تقارير من أي من وكالات الأمم المتحدة عن تباطؤ في المساهمات المقدمة من الدول، كما لم تتبلور أي فكرة واضحة عن التأثيرات المحتملة. آفاق مستقبلية غامضة وفي حين يتفق الخبراء حول العالم على إمكانية الحصول على أموال جديدة في حال حدوث أزمة في الأشهر المقبلة، تبدي تانيا ستيلي من منظمة إنقاذ الطفولة قلقاً من احتمال أن تتأثر بعض الأزمات المزمنة والمهملة كما هو الحال في جنوب السودان.
ويشاطر ستيلي بالرأي منظمة وورلد فيجن التي تخشى من أن يتعرض المستفيدون من برامج القروض الصغيرة على وجه الخصوص كالفلاحين الفقراء الذين يتلقون قروضاً لشراء المعدات والبذور والأسمدة لضربة موجعة، حيث أشار روبرت زاتشريتز من وورلد فيجن إلى أن "الكثير من ذلك يعتمد على الحصول على قروض من البنوك، وهو ما سيكون تحديا حقيقيا في المستقبل القريب"،مشددا على أن "خسارة هذه القروض تعتبر مشكلة كبيرة لمزارعي العالم الفقراء".
التزام دول وتهرب أخرى
على الرغم من توجه بعض الحكومات والدول الى تخفيض حجم مساعداتها الانسانية بفعل الازمة، الا ان هناك بعض الدول لا تزال محافظة على التزاماتها كالحكومة الاميركية التي وبحسب زاتشريتز سيبقى تمويلها على المستوى نفسه الذي كان عليه في عام 2008، عازيا ذلك إلى أسباب عدة، منها أن دورة التمويل تبدأ من أكتوبر 2008 إلى نهاية سبتمبر 2009، وأنه عام الانتخابات، كما أن الكونغرس قد وافق على قرار يقضي بالحفاظ على ثبات التمويل الحكومي الأميركي. بالاضافة الى ذلك تتعهد بعض الحكومات بالوفاء بالتزاماتها، حيث بلغت المساعدات الإنسانية الكلية للنرويج 2.459 مليار كرون (425 مليون دولار) في عام 2007 مقارنة بـ 2.588 مليار كرون (447 مليون دولار) في عام 2008، في حين ستبلغ قيمة المساعدات 2.445 مليار كرون (422 مليون دولار) في عام 2009. ويرجع السبب في انخفاض قيمة المساعدات في 2009 إلى تغيير فني في الموازنة.
النرويج دولة مانحة اساسية
وقال مستشار وزارة الخارجية للشؤون الإنسانية سيغفالد هوغ، لـ"أرين"، إن "إجمالي موازنة المعونات الإنمائية النرويجية بما في ذلك المساعدات الإنسانية سيصل إلى واحد في المئة من إجمالي الدخل القومي في عام 2009 وذلك للمرة الأولى". وأضاف، "هناك إجماع كبير بين المواطنين النرويجيين وبين الأحزاب على أن النرويج ستكون دولة مانحة أساسية في المجال الإنساني. وما لم يقرر البرلمان خلاف ذلك عندما يصوت على الموازنة الحكومية في ديسمبر، فإننا لا نتوقع أن يصبح الخفض في المساعدات ضرورياً".
استراتيجيات المنظمات غير الحكومية
امام هذا الواقع المؤلم والمأساوي الذي ينذر بالمزيد من الاوضاع الانسانية المزرية، تحاول المنظمات غير الحكومية ابتكار طرق جديدة للخروج من الضائقة المالية، كأوكسفام التي تستهدف زيادة التمويل من المؤسسات المانحة، والتي ينظر إليها كمصادر أكثر ثباتاً على المدى الطويل، ومنظمة إنقاذ الطفولة التي تحاول استخلاص المزيد من التمويل من الأفراد الأثرياء. وفي هذا المجال، اشارت تانيا ستيلي الى انه "ستكون هناك سوق تنافسية ولكنني لا أستطيع أن أُصدق أننا لن نحقق نمواً في فترة أربع إلى ست السنوات القادمة. هناك بعض الدلائل المشجعة في ظل حالة عدم اليقين السائدة، وتقوم المؤسسات المانحة الرئيسة مثل وزارة التنمية الدولية البريطانية أو الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بتبني تصورات طويلة الأجل. ونحن لا نرى أي مؤشرات عاجلة تدل على أنهم سينسحبون".
ولكن جون شو أفاد أنه من المبكر القول بأن تلك الاستراتيجية سوف تدوم "وفي نهاية الأمر فإن التمويل الحكومي سيتوقف على محاولة الحكومات تحقيق التوازن بين موازناتها وسياساتها، ولذلك فإنه من المبكر جداً التكهن بالنتائج ولكن التعهدات التي قُطِعَت حتى الآن تبشر بالخير". أما روبرت زاتشريتز من وورلد فيجن فقال أن منظمته محصنة بدرجة كبيرة من تخفيض تمويل الشركات لأن الحجم الأكبر من تبرعات الشركات للمنظمة يأتي في صورة هدايا عينية، وبعبارة أخرى يأتي في صورة دواء وملابس ومواد بناء وليس أموالاً.
علاوة على ذلك، فإن المنظمة تعتمد في كفالة الأطفال على الكثير من التبرعات الفردية. وأردف روبرت قائلاً: "الناس مخلصون جداً لتلك القضية وعادة لا نرى انخفاضاً في تمويلهم حتى في الوقت الذي تمر فيه الأسر بصعوبات مالية". تجدر الاشارة الى ان الامم المتحدة كانت قد طلبت في 19نوفمبر الماضي خلال إطلاق عملية المناشدة الموحدة CAP في جنيف، الحصول على مبلغ
7 مليارات دولار
وهو أكبر مبلغ تطلبه حتى الان لمساعدة 30 مليون شخص في افريقيا والشرق الأوسط في عام 2009.
وتجمع هذه المناشدة 360 منظمة أممية ومنظمة غير حكومية تعمل في 31 بلدا معظمها في افريقيا. 7 مليارات تشكل بضعة سنتات وقد شكل المبلغ المطلوب لكل من جمهورية الكونغو الديموقراطية والسودان والصومال اكبر جزء من المناشدة، حيث جرى طلب 831 مليون دولار للكونغو التي تعاني منذ اكثر من عقد النزاع ومبلغ يفوق الملياري دولار لتمكين الامم المتحدة ومنظمات الاغاثة من مساعدة السودان، و919 مليون دولار للصومال الذي يمزقه العنف ويضربه الجفاف.
وتعتبر الولايات المتحدة والمفوضية الاوروبية والسعودية من اكبر الدول الممولة لمناشدة عام 2008، في حين جاء السعوديون في المركز الاول من حيث نسبة المساعدات من الناتج المحلي الاجمالي، اذ انفقوا 16،0 في المئة من دخلهم القومي على المساعدات. وتشكل الـ7 مليارات التي جرت المطالبة بها بالنسبة للدول الغنية بضعة سنتات فقط مقابل كل 100 دولار من دخلهم القومي.

الجمعة، 12 ديسمبر 2008

مراهقات القرن 21 يستمتعن بكتب الرعب والخيال العلمي

"الصوت" رصدت الولع الجديد الفتيات يقبلن على "حافة" الرعب
و
"موسوعة الظلام" لا تخيفهن
الهوس الجديد أسقط قصص الرومانسية بالضربة القاضية
كان حشدهن اليومي أمام جناح كتب الرعب والخيال العلمي طيلة أيام معرض الكويت الدولي للكتاب لافتاً للانتباه، يقفن ويتصفحن ويشترين الكتب مستمتعات بما يقمن به، هن عينة من مراهقات الكويت اليوم.
تتحدث مع الواحدة منهن فسرعان ما تكتشف أن قصص الحب والرومانسية لم تعد أمورا تثير متعة بعضهن، الحب والرومانسية كلها علامات خاضعة للعادي من الحياة أو موضة قديمة تآكلتها أقلام الكتاب ونفر منها القراء، اليوم كتب الرعب والخيال العلمي والماورائيات تتصدر قائمة المبيعات في المعرض منذ اكثر من خمس سنوات.
الضربة القاضية
هي منافس من الدرجة الأولى استطاعت أن تطيحها بالضربة القاضية لتفوز بامتياز بقلوب بعض مراهقات القرن الواحد والعشرين، "الصوت" في هذا التحقيق تحاول أن تلامس التغيير الحادث لدى بعض المراهقات في الممارسات والأفعال من خلال محاولة تبين انعكاسات مفهوم الرعب والمتعة من خلال المطالعة.
فما هو ميول المراهقة الكويتية اليوم؟ وما أسباب الالتفات إلى أدب الرعب؟
وما رأي الأسرة والمختصين في هذا التوجه؟
انتصار الرعب على الرومانسية
"عيالنا صاروا ما يخافون، كل شيء عندهم عادي يتفرجون على أفلام الرعب عادي، إحنا في زمانهم نطالع الكتب الرومانسية ولما نشوف فيلم رعب نفضل ما ننام أسبوع وهم عندهم عادي"، هذه الجملة الواردة على لسان إحدى الأمهات تنم عن وجود مفارقة شاسعة بين مراهقات زمان ومراهقات القرن الواحد والعشرين.
مفارقة تنبني بالأساس على تغيّر في مفهوم المتعة والرعب.
وبالرجوع إلى الموروث الموغل في القدم والموروث المخضرم نجد أن متعة الفتاة المراهقة لا تتجاوز التعلق بقصص الحب والرومانسية، ومن ثم الحلم بفستان أبيض وفارس يأتي راكبا جواده، حتى البرامج الكرتونية كانت تتعلق بالأساس بهذه المضامين، هذه الأدوات من كتب وأفلام كانت كفيلة لتحدث المتعة وبالتالي فعل الحلم والرومانسية وتؤسس لخيال رومانسي.
على ما يبدو واستنادا لأقوال الأمهات وبعض مراهقات اليوم الأمر اختلف، لم تعد المتعة عند بعضهن تتحقق بمطالعة الروايات الرومانسية والمسلسلات ذات النهاية السعيدة، بل أصبح مصدرها أفلام الرعب والخيال العلمي بدرجة أولى -كرتونية أو غيرها- ثم أدب الرعب والخيال العلمي بدرجة ثانية.
ما يجعلنا نلاحظ تحولا ملفتا في مفهوم المتعة وبالتالي في مصدرها من جهة، وتحول في مفهوم الرعب والإحساس به من جهة أخرى، فبعدما كان الرعب حدثا يثير الخوف الشديد أصبح اليوم دافعا يثير المتعة، وتحول ثالث من الخيال الرومانسي إلى الخيال العلمي.
وهذا قد يعتبر مؤشرا يشي بتغيّر في ميول المراهقة بين الأمس واليوم. هذا الاختلاف بحد ذاته، من دون اتخاذ موقف منه، قد نعتبره منطقيا باعتبار أن رؤى الفرد وملامحه تتغير من جيل إلى آخر وقد تطول أدق الجزئيات التي قد لا ينتبه إليها البعض وينتبه إليها الكثيرون، معلنة عن مدى اتساع الفجوة بين الأجيال على مستويات عدة، ومعبرة عن تباعد منطقي يفرزه قانون التطور. من هذه النقطة بالذات يمكن لنا أن نعرف مدى ارتباط الزمن بالأفراد ومدى تغير اختياراتهم وميولهم.
عالم آخر
تحب نور فتاة الثانية عشرة مثلها مثل صديقاتها هذا النوع من الكتب لما تقدمه لها من مواضيع غريبة لا تتعرض إليها في واقعها اليومي، وفي الوقت نفسه مثيرة إلى درجة أنها تجعلها تعيش في عالم آخر.
عندما تنضم الغرابة إلى الإثارة تتحقق المتعة لدى أحباء هذا النوع من كتب المطالعة.
"فشباب اليوم يحبون استكشاف المفقود أمامهم، هم مستعجلون على معرفة المستقبل والحديث عن الماورائيات يستهويهم إلى درجة كبيرة"، كذلك تحاول أم نور أن تفسر لنا سبب تلهف الشباب على هذه الكتب، "فغريزة حب المعرفة واكتشاف المجهول تشتغل بصفة مكثفة عندهم".
معرفة المجهول
تساندها في الرأي إحدى الأمهات مضيفة أن "الرغبة في معرفة المجهول بالنسبة إلى هذا الجيل يعدّ أمرا فطريا باعتبار أنه في هذه السن يحاول الاستقلال بشخصيته وبالتالي تبدأ عملية النضج الفكري لديهم"، وتشير إلى أن الموهوبين تبدأ العائلة في اكتشافهم انطلاقا من هذه السن.
الخوف لا تشعر به هاويات هذا الأدب، فقط المتعة هي وحدها التي تكتنفهن.
قصص الرعب "حلوة وايد"
حلا واحدة من بين الكثيرات اللائي تحدثنا معهن، كم مرة تمنت أن يطول يومها إلى أكثر من 24 ساعة لتتم فيه مطالعة القصة... تمسك بالكتاب، تلتهم الكلمات والأسطر فالصفحات حتى تجد نفسها أنهت قراءته مهما كان حجمه وغالبا لا تنام إلا بعد أن تستكمله ولا تدري كيف... فهذا النوع من الكتب "حلو وايد... وايد".
قاسم مشترك كذلك يتفق هواة أدب الرعب والخيال العلمي على تقييمه. هذا الحرص من المراهقات على اقتناء هذا النوع من الكتب أصبح قاسما مشتركا بينهن، ولعله يعدّ سببا لتوطيد علاقتهن كما هو حال محدثتنا إيلاف "أنا وكل صاحباتي نطالع نفس الكتب وربما في أحيان كثيرة أصبحت قاسما مشتركا بيننا وتوطد العلاقة بينناوتفتح أمامنا مواضيع كثيرة للمناقشة"، وتضحك: "نتباهى بعدد الكتب التي نملكها ونقرأها"
الأولى في المبيعات
ليس غريبا أن تحتل كتب الرعب والخيال العلمي لمكتبة ديموند الطارحة لهذا النوع من الأدب المرتبة الأولى والثانية في عدد المبيعات في معرض الكويت الدولي سنوياً إذا ما كان لها قراء على هذه الشاكلة. فقد احتل كتاب عشاق الادريانين المرتبة الاولى هذه السنة محطما رقما قياسيا بما يتجاوز 1300 نسخة.
وفي سنة 2007 احتل كتاب الحافة المركز الأول، حيث بيعت 825 نسخة. وفي سنة 2006 احتل كتاب هادم الأساطير المركز الثاني ببيع 780 نسخة، وفي سنة 2005 حطمت موسوعة الظلام الرقم القياسي في عدد المبيعات 930 نسخة، وتكون بذلك احتلت المركز الأول، وسنة 2004 احتلت قصة خلف أسوار العلم المركز الأول ببيع 800 كتاب. وجدير بالذكر أن أغلب هذه الكتب طبعت منها نسخة ثانية بعد نفاد الطبعة الأولى خلال بضعة أشهر، كما نفدت الطبعة الثانية من بعض الكتب.
ولع فوق السيطرة
أمام هذا الولع الظاهر بكتب الرعب والماورائيات تبقى بعض الأمهات مذهولة ولا تكاد تكتشف السبب الأساسي وراء هذا الولع من دون أن تستطيع الحد منه، السيدة أم غانم لا تتوانى في أن تصطحب ابنتها نور لتختار بنفسها الكتب التي تروق لها من دون أن تكون لها السلطة الكلية على تحديد اختياراتها، "فالحرية حسب رأيها مهمة جدا لصقل الشخصية، على أن تكون مبنية على أسس ومعايير معينة تحددها طريقتها في التربية "، زارت المعرض ولا تجد سوى أن تبتسم أمام كثافة عدد المقبلين على جناح كتب الرعب، "لست أدري ما الذي يجذبهم إلى هذا النوع من الأدب، رغم محاولاتي فهم هذا الانجذاب إلى حد الانسحاب الكلي، فإن عقلي لا يسعفني بالرد المقنع، خليهم ينبسطون"، رغم هذه الحيرة وعدم القدرة على فهم "الظاهرة" تلبي الأم في حالات لا نستطيع أن نتكهن عددها رغبة بناتها وتضعها تحت بند الحرية الشخصية.
حرية الاختيار
هذه النقطة بالذات تؤكدها أم حمد وهي مختصة في علم النفس والجغرافيا، فهي لا تحجر على ابنتها في اختيار كتاب وإنما تمنحها هامشا من الحرية باعتبار أن اختيار نوع كتاب المطالعة يساعد على تنمية الشخصية حسب رأيها، ولئن كانت أم سليمان تأخذ الأمور ببساطة ومن قبيل إرضاء ابنتها والابتعاد عن "وجع الرأس" فإن أم حمد تشتري هذا النوع من الكتب لابنتها عن وعي، معتبرة إياها وسيلة تشبع رغبة الشباب في الاستكشاف والاستطلاع ومعرفة المجهول وفك الغموض على أن تكون في حدود الثوابت التربوية التي أسست عليها باعتبارها لا تثير مسألة الخوف والظلام لمجرد الخوف وإنما تنبني على هدف معين وتستند إلى ثوابت علمية وأدلة منطقية تجعل القارئ يكتسب أسلوب الحجاج والإقناع، وبذلك تقول محدثتنا "أكون قد ضربت عصفورين بحجر واحد، من جهة أشبعت رغبتها في الاطلاع على المجهول ومنحتها فرصة لتتعلم كيف تدافع عن مواقفها بالاعتماد على أدلة وحجج من جهة أخرى، وهذا أمر مهم بالنسبة إلى شخصية الشاب، كل هذه الايجابيات أحصل عليها بمجرد شراء كتاب واحد".
الخيال العلمي في قفص الاتهام
ماذا ننتظر من جيل يستمتع بالرعب وينشأ على ثقافة الخوف إلى حد الرّعب؟ ينبغي علينا أن نطرح هذا السؤال على أنفسنا، وينبغي علينا ألّا نحاسب هذا الجيل على شيء نحن نوفره له، كما ينبغي علينا أيضا ألّا نحاسبه مستقبلا على تصرفاته أو على عدم اكتراثه بالواقع والهروب منه إلى الخيال العلمي، بكل حدة فرضت السيدة أم مازن نفسها وتدخلت في الحديث وهي تستمع إلى إحدى المتحدثات إلينا، بعصبيتها في الحديث، أرادت أن تعفي الجيل الحاضر من مسؤولية "هزاله الفكري" مستقبلا، ملقية اللوم الكلي على العائلة لأنها لا تقوم بدورها -حسب رأيها- في النصح والإرشاد والوقوف وقفة جدية في اختيارات أبنائها، باعتبار أنهم في سن تكون فيها اختياراتهم في أغلب الأحيان غير صائبة وهنا، في اعتقادها، يأتي دور وزارة التربية في مرتبة ثانية في حال عجزت الأسرة عن تقويم الاعوجاج في تربية أولادها، وفي الحالة التي نتحدث عنها ترى أم مازن أن ما يسمى أدب الرعب والخيال العلمي لا يضيفان شيئا إلى تكوين شخصية الطفل وإنما يكسبانه ميولا نحو العنف أو الخوف، وهذا حسب رأيها "لا نحتاجه لأجيالنا المقبلة كدول عربية وإسلامية، وعلينا أن نستفيق ونعيش في الواقع لكي نفهمه ونستعد للعيش فيه، خصوصا أننا في مرحلة صعبة نحتاج إلى مزيد من العلم وليس الخيال العلمي، ومزيد من الثقة وليس الخوف".
اختلاف الرؤى والأفكار
عرضت السيدة أم مازن الأمور من زاويتها الخاصة جعل رد أم هاني أمرا لا يحتمل تجاوزه. "كل الاختراعات ابتدأت بخيال علمي وبفكرة بدت في البداية غير معقولة التنفيذ، وهو لا يعني بالضرورة الخوف أو الابتعاد عن الواقع وإنما تصويره بطريقة مستقبلية، فما الضير لو تركنا العنان لمخيلة أولادنا لكي تحلق في فضاء المستقبل؟ بالعكس نحن بحاجة إلى الخيال العلمي نربي أطفالنا عليه لكي نضع في أذهانهم إمكانية تحويل الخيال إلى علم ويقين، وينبغي علينا ألّا نربيهم على أسس التفكير ذاتها التي تربينا عليها، لكي لا نخلق جيلا متكررا ويجتر نفسه، فلكل جيل ميوله وذوقه وبالتالي طرق التربية"، كذلك كان الرد من أم هاني ردا حانقا، "نحن هكذا دائما نحاول كبت كل ما هو جديد ونفضل التقوقع على أنفسنا، فمن السليم ونحن كما قلت نعيش في مرحلة صعبة، فمن الضروري أن ننفتح على الخيال العلمي لأنه خطوة للانفتاح على الاختراعات العلمية".
كان هذا الجدال العفوي على حدته نوعا ما يشي باختلاف في الأفكار والرؤى حول تربية أجيال الغد، اختلافا لا يعدو أن يكون نتيجة لاختلاف في المنطلقات والمنظومات الثقافية، ولئن كان أدب الرعب والخيال العلمي من جهة، و"الصوت" من جهة أخرى قد ولدا هذا الجدال في معرض الكويت الدولي للكتاب، فذاك من النقاط الايجابية التي بيّنت بوضوح ما يتسم به المجتمع الكويتي من تنوع وتغير طبيعي يفرزه قانون التطور.

الثلاثاء، 9 ديسمبر 2008

البحرين: التحقيق مع صحفية على خلفية كتاباتها عن سياسة التمييز التي تمارسها الحكومة

ديسمبر / كانون الأول 2008المنامة – البحرين
** البحرين: التحقيق مع صحفية على خلفية كتاباتها عن سياسة التمييز التي تمارسها الحكومة**
** مركز البحرين لحقوق الإنسان– BCHR **
ورد إلى علم مركز البحرين لحقوق الإنسان أن السيدة مريم الشروقي- صحفية وكاتبة في جريدة الوسط- قد تم استدعائها يوم الاثنين الموافق 1 ديسمبر من قبل النيابة العامة والتحقيق معها بتهمة نشرمقال "يضر بالوحدة ويثير الفتنة الطائفية بين المواطنين". وقد قام بالتحقيق مع الشروقي نواف حمزة- رئيس النيابة- الذي قرر تأجيل القضية لحين استدعاء صديقة الكاتبة لتأكيد المعلومات التي وردت بالمقال المشار إليه.
و قد تركز التحقيق مع الشروقي في أقوال ديوان الخدمة المدنية التي اتهمها بإهانة الديوان بعد أن اتهمته بممارسة سياسة التمييز الطائفي بين المواطنين بناءا على انتماءاتهم السياسية، إضافةً إلى الادعاء كذباً وافتراءً بشأن واقعة تقدمها وصديقتها لشغل وظيفة عن طريق ديوان الخدمة المدنية، والحوار الذي دار بينهما وبين الموظفين بشأن التمييز في التوظيف.
و في تصريح لجريدة الوسط، قالت الشروقي انها أخبرت رئيس النيابة بأن:" هناك تمييزاً وتمايزأ وأنها سياسة مطبقة فعليا", و استطردت قائلة:" ذكرت تجربتي الشخصية في التقديم لوظيفة مع صديقة لي في مكتب الخدمة المدنية".
وصرح نبيل رجب- رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان- أن:" مقاضاة الصحفية مريم الشروقي تعد مثالا آخر لتدهور مستوى حرية التعبير والصحافة في البحرين وضيق صدر السلطة عند استماع منتقدي سياستها".
و أضاف رجب:"يجب على السلطات البحرينية التوقف عن رعاية وممارسة سياسة التمييز الطائفي الممنهج، لاسيما ضد أبناء الطائفة الشيعية، وضد كل من تعتبرهم السلطة معارضين لسياستها، بدلا من العمل على إسكات أصوات الصحفيين والكتاب الذين يسلطون الضوء على هذه السياسات المناهضة لحقوق الانسان ".
آيفكس – أنباء من الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير

الاثنين، 8 ديسمبر 2008

في ذكرى مرور 60 عاماً على إعلان حقوق الإنسان... أين العالم من شعار "الكرامة والعدل "


ودول العالم تحتفل هذه الايام بمرور ستين عاماً على اعلان اليوم العالمي لحقوق الانسان، نتذكر الفكرة الرئيسة التي انطلقت بها هذه السنة " الكرامة والعدل لنا جميعا" ونتساءل عن مدى تحقيق شعوب العالم والحكومات لهذا الشعار.
فسرعان ما يخطر ببالنا بالضرورة الواقع الذي ترزح تحته غزة، حيث إن "أكثر من 50 في المئة من الأسر تعيش دون خط الفقر، بينما وصلت معدلات البطالة في القطاع إلى 42 في المئة وهي من أعلى المعدلات في العالم"...
ونذكر واقع الشعب العراقي وما يعيشه من ظروف صعبة تجاوزت الامن إلى الصحة، حيث سُجلت حوالي 500 حالة إصابة بالكوليرا منذ بدء انتشار المرض في شهر أغسطس الماضي، دون أن ننسى شعوبا كثيرة، ودون تحيز لدين او مذهب او عرق او لون، منها الصومال التي تفاقمت محنتها بشكل كبير هذا العام بارتفاع عدد الأشخاص الذين هم بحاجة للمعونات من حوالي 1.8 إلى 3.2 ملايين شخص، وتعاظم مشكلة سوء التغذية بين الأطفال، مع بقاء وصول عمال الإغاثة إلى المحتاجين محدوداً بسبب الهجمات المتكررة.
ونتذكر دارفور وتعرض 280 ألف شخص للنزوح في الأشهر الستة الأولى من هذا العام مع استمرار الهجمات على عمال الإغاثة، وكذلك جمهورية الكونغو الديموقراطية وما تتعرض له منذ اكثر من عقد من النزاع... 3,500 طفل تقريباً يخدمون لدى القوات المسلحة والمتمردين... ونتذكر سجن غوانتنامو...والتعدي على حقوق المواطنين في الدول الآمنة والناشطين في حقوق الانسان والصحافيين، وغيرها من المظاهر التي تعيشها الانسانية ولا تمد بأي صلة إلى مبادئ الكرامة وتحقيق العدالة.
اليوم العالمي ليس ترفاً
فاليوم العالمي لحقوق الانسان لا يعتبر ترفاً أو قائمة أمنيات، وانما هو رؤية تعزز لحقوق الإنسان، كالتزام بالكرامة والعدل للجميع.
فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان وقيمه الأساسية، وهي كرامة الإنسان المتأصلة، وعدم التمييز، والمساواة، والعدل، وشمول الجميع، تنطبق على كل شخص من دون اعتبار لمكانه أو زمانه.كما لا تعتبر حقوق الإنسان مجرد تراث مشترك لقيم عالمية تتسم بتجاوز حدود الثقافات والتقاليد، بل إنها تشكل -أساسا- قِيَماً محلية والتزامات قومية تستند إلى معاهدات دولية ودساتير وقوانين وطنية.
وجدير بالملاحظة أن الاحتفال على مدار العام بالذكرى السنوية الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، يرمي إلى أن يكون حدثاً شمولياً بقدر الإمكان، وأن يركز على دور الناس في جميع أنحاء العالم بوصفهم الأمناء على الإعلان والمستفيدين منه كذلك.
وإحياء هذه الذكرى التي يتصدرها الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، يشمل أسرة المنظمة والقطاعين العام والخاص، ووسائط الإعلام والمدارس ورجال الفن وسائر ممثلي المجتمع المدني في شتى أنحاء العالم، باعتبار ان الاعلان يهمّ بالاساس الانسانية من دون اي اعتبارات او مرجعيات.
قد يكون مهما ان نحتفل بهذا اليوم العالمي، لكن قد يكون من الاهم ان نعمل جميعا على نشر هذا الاعلان، وهو متاح الآن بأكثر من 360 لغة، وهو أكثر وثيقة تُرجمت في العالم في سبيل ان يعرف الجميع حقوقه وواجباته من جهة، ولكون اغلب المتضررين ليست لهم ثقافة حقوقية تحميهم في حالة الجور عليهم، وهذا ما ركز عليه بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة قائلا: "إن من واجبنا أن نكفل أن تكون هذه الحقوق واقعاً حياً ، وأن يعرفها ويفهمها ويتمتع بها الجميع، في كل مكان.
وكثيراً ما يكون أولئك الذين يحتاجون أشد الحاجة إلى حماية حقوقهم الإنسانية، هم الذين يحتاجون أيضاً إلى توعيتهم بوجود الإعلانس، وبأنه موجود من أجلهم".