الاثنين، 19 نوفمبر 2007

حوار مع الشاعر الفلسطيني سميح القاسم

احتياطي الكذب في الحياة العربية أكبر من احتياطي النفط في صحرائها

سميح القاسم، كما عرفته، شخصية مرحة تعلوها ابتسامة صادقة بعيدة عن التصنّع، ابتسامته فلسفة ينثرها أمام مستمعيه طمأنينة وحبّا في التفاؤل وبعثا للأمل في النفوس، هو إنسانيّ النزعة يُعلن رفضه الدائم للأصفاد والقيود جغرافية كانت أو عرقية أو دينية أو مذهبية... بقول الشعر يحاول منذ سنين تجاوز تلك الحدود...
في زيارته الأخيرة إلى تونس، أراد أن يشرّك محبّي الشعر والكلمة الهموم المتوالدة للإنسان العربي هنا وهناك وجيلا بعد جيل... سميح القاسم شاعر متمسّك بانتمائه العربي دون نعرة قوميّة، جاء ليوجّه صرخة إلى العالم في وجه العدوان. التقتينا، لا الشاعر فحسب وإنّما أيضا المثقف العربي الملتصق بشعبه وبقضاياه، وإليكم تفاصيل هذا الحديث الاستثنائي.


* في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان وفلسطين، يأتي سميح القاسم مبتسما، لم ينجح هذا العدوان في اغتيال ابتسامته الدائمة رغم إطباقها على أرواح عشرات الأطفال الأبرياء، ما سرّ في ذلك؟

السؤال طبيعي. وأرجو أن تكون إجابتي كذلك طبيعية. إن الشاعر الإسباني "لوركا" الذي اغتاله الفاشيون القتلة سألوه قبل رحيله بفترة وجيزة: "لماذا تقاتل وتكتب وتحارب؟" أجاب ببساطة: "أنا أدافع عن ابتسامتي" هذا التعبير الإنساني البسيط والعميق في نفس الوقت يختصر سيرة الصراع البشري من بدء المجتمعات الإنسانية إلى نهايتها.
في الحقيقة، أنا لا أدافع عن ابتسامتي، أنا أبتسم لأدافع عن دمعتي. الأمر سيّان عندي، إذ أني ألاحظ عبر وسائل الإعلام والفضائيات العربية حالة الانكسار والإحباط واليأس والانهيار الروحي لدى الإنسان العربي جرّاء ما يحدث على الأرض العربية في فلسطين أو لبنان والسودان والعراق وفي أماكن أخرى من هذا الوطن وهي حالات تثير الدمع لكن الاستسلام للدمع والانخراط في اليأس وصفته سابقا بأنه "رفاه باهظ التكاليف". أنا لا أستطيع أن أسدّد فاتورة اليأس وأعتقد أنّ أمتي لا تستطيع دفع ثمن اليأس لأنه باهظ جدّا ويعني النهاية. وأنا أؤمن بقوّة الحياة والإرادة والروح وجبروت الإنسان وشهوة الحضور الكامل في هذا الكون. لذلك تتحوّل حالتي الشعرية إلى حالة إنسانية كاملة.
واعذريني أنني أحسّ في هذه الأيام تحديدا كأنني مسؤول شخصيا عن مزاج أمّة ووجدانها، وليس فقط عن مزاجي الشخصي أو مزاج الشعب الفلسطيني أو اللبناني. لذلك أحمل هذا التكليف غير الرسمي وهو تكليف أعتبره ذاتيا وخاصا جدّا فتراني أتجوّل داخل العالم العربي وأقول للناس لم تموتوا بعد ولم نمُت بعدُ، وأن إمكانية الحياة متوفرة وأن المقاومة مطلوبة وضرورية وممكنة لأن الاستسلام يعني الموت. لذلك أرى في لقاءاتي بالجماهير العربية في تونس أو في أي بلد عربي آخر وأنا أتجوّل في الآونة الأخيرة بشكل مركّز في الوطن العربي بحيث أنّي أؤدّي رسالة شعرية وإنسانية ولا أقرّ أيّة نظرية من النظريات التافهة التي تتحدث عن القطيعة بين الشعر والسياسة أو الفنّ والواقع. هذه النظريات ساقطة وتافهة وغير جديرة بالتوقف عندها ومن هنا أعود دائما إلى منزلي في الجليل على سفح جبل حيدر ببلدة الراما قريتي بإحساس أنني على الأقل قدّمت أضعف الإيمان بأنني لا أعيش عبثا وأنني أهدر الوقت ولا أضيع طاقاتي وزمني هباء. أجد في هذا شيئا من العزاء وتجد قصيدتي شيئا من العزاء هي أيضا لأنّها تحسّ بأنها تصل إلى جماهير عريقة رغم كونها بالأساس قصيدة ذاتية فردية لكنها تصل.
أعتقد أنّ هذا التلاحم بين قصيدتي والجمهور هو الخندق القوي والأخير الذي تدافع به روح الأمة عن وجودها وحلمها وطموحها ومستقبلها.
عزيزتي أنا ابتسم للإنسان العربي، أما غضبي فهو بلا حدود. فأنا إنسان غاضب جدا في مسيرتي الشعرية منذ البداية، حتى أن بعض النقاد مثل رجاء النقاش وغيره أطلقوا عليّ لقب "شاعر الغضب الثوري" و"شاعر العروبة أو المقاومة أو الإنسانية"... كل هذه التعابير تؤشّر إلى شيء واحد وهو هذا الالتحام العفوي بيني وبين أمّتي.

* أمازلت تفضّل أو بعبارة أخرى هل مازال يستهويك لقب شاعر المقاومة؟

لا يعنيني أيّ لقب. لكن أفهم من سؤالك أنك تحيلينني أو تسقطين عليّ مقولات من شارع الثقافة والصحافة. هنا شيء خطير يقول بأنّ ليس هناك مكان للمقاومة وأدب المقاومة وأن المسألة انتهت وأنّ الأمن مستتبّ، وأنه انتهى دور شعر المقاومة إلى آخر الكلام...
أولا، أنا لم أخطط لضياع فلسطين حتى أصبح لاحقا شاعر مقاومة. لو لم تضع فلسطين لكنت ربما شاعر الحب الأول في العالم، وشاعر الغزل الأول عند العرب. فالمسألة ليست خيارا، ذلك أنّي لم أٌسأل إن كنت أريد أن أصبح شاعر مقاومة أو حبّ أو طبيعة أو نباتات بريّة، لاسيّما أني ولدت في معركة فانخرطتّ فيها وعبّرت عنها بما يليق بي وبها وبالشعر أيضا. لذلك هذا على مستوى القيل والقال في شارع الصحافة وعلى أرصفة "الكفتريات" في بعض المدن الملوّثة بدخان السجائر والسيارات والنظريات التافهة. هذا الكلام في الحقيقة لا يعني لي شيئا. وهو نوع من التخبّط واليأس والضياع الذي يعيشه ربما محبّو الشعر والأدب. ربما يكون نوعا من الضياع لا يهمني ولا يعني لي شيئا لأني لست عضوا في حزب سياسي أو شعري أو حركة علنية أو سريّة. فأنا شاعر فرد تحملني قصيدتي وأحملها بما أشاء وبما أريد وبما تحلم به القصيدة وهذا كلّ ما في الأمر. وحين تتحرّر الأمة ويتحرّر الوطن العربي سيبقى ما هو شعر وسيزول ما ليس شعرا.
إذا كانت القصيدة للمتنبي في هجاء كافور الإخشيدي أو في رثاء أم سيف الدولة قد بقيت إلى اليوم فإنها بقيت بقيمتها الشعرية وليس بالموضوع الذي تناولته. إذن في النهاية، ستبقى القيمة الشعرية.

* رغم قصائدك الكثيرة عن فلسطين.. هل تعتقد أن لك قصائد مرجعية باقية في الذاكرة كقصائد المتنبي، كيف تفسّر ذلك؟

أعتقد أننا هنا نختلف ببساطة بما هو حاضر. لنأخذ مثلا قصيدة "سأقاوم" التي كتبتها في سنة 1965 وأعتقد أنها معروفة في العالم العربي أكثر من قصيدة أخرى للمتنبي.
هذا حكم مستعجل، لنترك بعض الوقت. فالقصيدة الجيّدة تبقى وكذلك القصيدة التي تبني نفسها على الموضوع. ويجب أن نشير إلى أنه ليس كل ما يكتب في فلسطين هو شعر جيّد. وليس كلّ ما يكتب في قضيّة عادلة هو شعر جيد. فمن المحتمل أن يكون هناك شعر رديء في قضية عادلة وهو كثير في فلسطين والعالم العربي والعالم بأكمله. لكن الشعر الجيّد سيبقى.

* إذن هل لك أن تُحدّد لنا مقاييس الشعر الجيّد، حسب رأيك؟

لا أحد يستطيع أن يُعرّف ما هو الشعر. لكن هناك مقاربات. حسب رأيي العمل الذي يحمل استثنائيّة فنيّة قائمة بذاتها واستثنائية إنسانية من خلال الموضوع الذي تعالجه يتحوّل الشعر إلى شعر جيّد. وبهذا المعنى سيبقى للأمة في المستقبل نماذج من الشعر العربي الحديث جميلة وقويّة وأصيلة ولن يكون المتنبي وحيدا على الساحة. ولا أستعمل الشعر الفلسطيني لأني لست إقليميا كما يعرف الجميع.

*أصدرت بيانا من سميح القاسم المواطن إلى سميح القاسم الشاعر أعلنت فيه أنك لن تعود إلى الشعر. ما الذي دفعك إلى إصدار هذا البيان؟ وما الذي جعلك تعدل عن تنفيذه؟

هذا صحيح، لقد وصلت في لحظة انكسار كبرى وانهيار سياسي وإيديولوجي إلى حالة قلت فيها لنفسي "لمن تحرق نفسك وهذا الوجود السياسي والقومي والدولي لا يستحقّ أن تحرق نفسك من أجله بهذا الشكل، فليذهب إلى الجحيم، إن كان يختاره في لحظة معينة؟".
لكن حتى هذه الحالة، شدّتني لاحقا إلى التعبير عنها، وحين نشرت قصيدة بعد هذا البيان بفترة، سألني عدد من الصحافيين "ماذا مع هذا البيان الذي أصدرته؟"، قلت ببساطة "عصمتي ليست بيدي، فهي بيد القصيدة التي أعادتني إلى بيت طاعتها".

*تعلن دائما أنّ لديك "مسؤولية بتكليف إلاهي للدفاع عن روح الأمة وحضارتها وتراثها وثقافتها وحداثتها أيضا"، ألا ترى في ذلك مغالاة أم تراه غرور شاعر أو إنسان؟

أبدًا، هذا كلام متواضع، أنا أعترف بمسؤولية وتكليف إلاهي. وهذا حقيقة. وتلمسين في أمسياتي الشعرية في تونس أو الرباط أو القاهرة أو دمشق أو عمان.. أحسّ بهذا التكليف الإلهي. ومن المؤسف أن أقول إن في الأمة العربية كثيرين من هم مستعدّون للاستشهاد بحزام ناسف، لكن لا أجد من هم مستعدون للاستشهاد بحزام ثقافي. مع الأسف لا يوجد عندنا المثقف الشهيد والمثقفون المهيؤون للشهادة. يوجد مرتزقون، وموظفون بالمعنى الروحي وليس بالمعنى الرسمي. يوجد عندنا طبالون للسلاطين وحجّاب وبوّابون في الثقافة. نحن في حجة إلى نموذج للمثقف الشهيد حتى على مستوى "جون بول سارتر" لا يوجد عندنا. وهو ليس ذلك المثقف بقامة ابن رشد. لذلك فإن هذا الوضع والقحط والسقوط يجبرني على توجيه ما يشبه الإهانة والاستفزاز لما يُسمّى بالساحة الثقافية في الشعر والموسيقى والرسم... لا يوجد حراك ثقافي عربي على مستوى المأساة العربية رغم كبر حجمها وهولها.
لذلك هذا الإحساس بالوحدة وبالعزلة ربما يكون هو الذي يدفعني إلى البوح بالتكليف الإلهي.

* كيف ترى علاقة المثقف العربي بالواقع بين الموجود والمنشود؟

لست منظّرا، ولا أدّعي ذلك. لكن ربما بحكم موقعي الجيو-سياسي لست في غمرة الساحة العربية الثقافية. أنا في وطني ومعتقلي وسجني وحصني وقلعتي منقطع جسديّا عن الحياة اليومية والحركة الآنية في الوطن العربي، لكنّي روحيّا هناك ومنخرط بلا رحمة في الوجع العربي والهم العربي والحلم العربي أيضا. أنا منخرط بالكامل والقطيعة شكلية وبرّانيّة وجغرافية لكن لا أستطيع أن أتخلّى عن التكليف الإلهي.

*هل ممكن أن تكون الكلمة وسيلة للحفاظ على الإرث الثقافي؟

الكلمة وحدها لا تكفي. فهي ليست مجرّد وعاء رغم أنها بشكل من الأشكال وعاء لمضامين معينة يجب إعطاءها المضامين المناسبة. الكلمة بمعنى أداة التعبير ينبغي أن تكون لها دور في توظيف الوعي السياسي والاقتصادي والاجتماعي. فالكلمة تستطيع أن تؤثّر وتُثوّر وتُغيّر. وهذا ما أقوله دائما. فالكلمة وحدها لا تستطيع أن تفعل شيئا دون مضمون مرتبط بالاقتصاد والفكر والسياسة. أفكاري ليست قمصانا أغيره، حتى أتوصل إلى رؤية أو موقف أو رأي هذا يتطلب مني سنوات طويلة من التجربة لذلك مازلت عند هذا الرأي. وما تأتين به لا يمكن أن يُكلُف شاعر بحماية تراث أمة بالكلمة والقصيدة فهناك أطراف وشركاء آخرون.

* منذ فترة لم نعرف للقصيدة العربية شكلا جديدا، هل تؤمن بأن لكلّ جيل شكل للقصيدة يوافق قضاياه؟
الأشكال في الفن ليست قضية موضة. نحن نكتب في القصيدة العربية ومازالت صالحة. فهذه مسألة ثقافة وتعليم ومعرفة. أوعية التعبير وأشكاله لا تسير مع الموضة فهي تتكون عبر التجربة الإنسانية والتراكم المعرفي في مراحل طويلة جدّا. فالرسامون المعاصرون مثل "بيكاسو" رسم بالألوان نفسها التي رسم بها "قوقان" "ورافييل"... المهم أنّ هذه الأدوات التي هي نتاج ثقافة وتجربة وصناعة وخبرة طويلة جدا لم يستعملها بيكاسو كما استعملها غيره. فكل رسام يستعمل الألوان بطريقته فخلطة الألوان تظل نفسها غير أن المهم كيف يتعامل الرسام معها. هكذا أيضا في الشعر. الأشكال تتغيّر، إذ كنا في الشعر العمودي ثم ظهرت التفعيلة ثم ظهر ما يُسمى بقصيدة النثر. فأحدها لا يُلغي الآخر.
أنا كتبت بالعمودي والتفعيلة وقصيدة النثر أيضا ومازلت أحب كل هذه الأشكال مع إضافات في الشكل العام. مثلا في القصيدة العمودية، أعتقد أني أضفت شيئا جديدا أحيانا أكثر من صدر بيت للبيت الواحد. أو في البيت الواحد أكثر من عجز يعني هذه مسألة ظهرت عفويا ثم اكتشفت أنها مريحة ومفيدة وجدية فأسريت فيها. واعتبر أن هذه هي إضافتي الشخصية قد يستعملها شعراء آخرون وربما تصبح إضافة لشكل القصيد الكلاسيكي. وقد أضفت ما يُسمىّ بالسربية. وهي ما ُسمى سابقا بالمطولة الشعرية. وكانت تقوم على موضوع واحد ملحمي فيه إطالة مبنية على وحدة القصيدة. وقد بدأت هذا النوع من السربية منذ سنة 1965 في "سربيات أرم" حيث لا يتخللها وحدة الموضوع ولا وحدة الشكل وتقوم على تداعيات أشبه بحركة أسراب الطيور أثناء طيرانها. والسربية هي القصيدة المبنية على التداعيات وتعدد الأشكال والحالات النفسية في إطار عام مشترك.
في سنة 1965 نشرت أرم وهي أول سربية في حين أني ألاحظ في السنوات الأخيرة عدد كثير من الشعراء العرب يكتبون بهذا الشكل ولا يطلقون عليه اسم سربية هم أحرار في ذلك لكنه سربية تكتب بالشكل الذي أوجدته باجتهادي الشخصي والتلقائي. فالأشكال تتكون تلقائيا وعفويا دون دراسة مسبقة.
شكل السربية أصبح كما أرى شكلا رائجا في العشر العربي الحديث. وأعتقد أن تعدد الصدر والعجز في القصيدة العمودية قد يٌريح بعض الشعراء وقد يُصبح شكلا رائجا فلا أضع trade mark أو حقوق التأليف ولم أطالب أحدا بالتعويض على شكل السربية ولم أطالب كذلك أحدا بالتعويض عن تعددية الشكل والعجز.
ماذا تقول عن صراع الحضارات وعن الآخر؟
في الآونة الأخيرة يتكلم الجميع كثيرا عن صراع الحضارات والعلاقة بالآخر. وهو تعبير مترجم من لغات أخرى أجنبية أنقليزية وألمانية...
أولا، لا يوجد صراع حضارات، فهذا اعتبره افتراء وتزوير لما يحدث. يوجد في العالم صراع بين قوى النور والحبّ والتقدّم والعمران وقوى الظلام والهدم والتدمير. في القوى الأولى يوجد عرب ومسلمين وفرسيين وروس والمان ويهود ومسيحيين وأقباط... وفي القوى الثانية نجد نفس الشيء عناصر من كل الشعوب والأديان والحضارات.
إذ لا يوجد صراع حضارات. وإنما يوجد صراع بين حضارتين وهما حضارة التقدم وحضارة التخلّف. ففي الأولى موجود من جميع الجنسيات والقوميات والأديان والقهر والتخلف والكبت والحرمان...
لا يوجد صراع أديان، فهذا كذلك كذب وافتراء وتهرّب من مواجهة الحقيقة.
عندما نتحدّث أيضا عن الحوار مع الآخر عادة ما نكذب على أنفسنا، لأنه يوجد في داخل كل عربي أكثر من آخر.. مثل الآخر الإقليمي والمذهبي والديني والقبلي والجهوي... قبل كل شيء علينا أن نبحث عن السلام الذي في داخلنا، علينا أن نكفّ عن كره أي شخص لأنه فقط شيعي أو سنّي أو علوي أو مسيحي.. لنكُفّ قبل كل شيء عن التناقضات التي هي في أعماقنا عندما نُجري المصالحة مع الآخرين في أعماقنا نصبح مهيئين للمصالحة مع الآخر في الخارج لذلك لابد من ثورة ثقافية عربية ليست على طريقة "ماوسي طونغ" أو على طريقة الثورة الثقافية الصينية، بل لابد من ثورة ثقافية عربية مدروسة وبمشاركة كلّ قوى التقدم والكرامة الإنسانية والقومية والحرية.